إذا نظرنا حولنا لن نجد فى مصر شركة كبيرة وقوية لديها من الإمكانات المادية والخبرة والكفاءات البشرية والنظم الإدارية التى تؤهلها للقيام بعملية تطوير الخدمات الصحية وإعطاء العاملين حقوقهم وفقا لآليات السوق بما يكفل لهم الحياة الكريمة على أرض الوطن. وإذا لم نفعل ذلك سيكون البديل هو شركات كبرى مصرية أوغيرمصرية لديها الإمكانات المادية والخبرة والنظم وما إلى ذلك – وهذا أمر متوقع وسيكون علينا أن نقبلة شئنا أم أبينا وستقوم هذه الشركات كما هو حاصل مع بعضها الآن بجعل الخدمة الطبية سلعة استثمارية ويقع المرضى المصريين فريسة لإستغلال مثل هذه الشركات . أنا شخصيا ومن واقع خبرتى فى السنوات الخمسة عشر الاخيرة فى مجال تطوير وتوظيف الموارد البشرية فى القطاع الصحى قابلت الالاف من الاطباء المصريين فى مختلف التخصصات والمواقع فى مصر مثل كليات الطب والمستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة ووزارة الدفاع وغيرها، والحقيقة أن الغالبية لديها الخبرة والكفاءة وعندما يلتحقون بالعمل خارج مصر يبدعون أيما إبداع. وسأسمح لنفسى أن أستعير تعبير جميل دائما ما يتكرر على لسان أخى وصديقى رجل الاعمال المهندس صبحى بترجى صاحب ورئيس مجموعة مستشفيات السعودى الألمانى فهو دائما يقول " مصر لديها الآلاف من المارادوناز ( جمع مارادونا ) ولكن لا يوجد فريق أرجنتين " – فنحن معشرالاطباء يوجد بيننا الاف المرادونات ولكننا على الرغم من كل ما لدينا من علم ووعى وأيضاً ذكاء ومثابرة على العمل لم نستطع حتى الآن ان نشكل فريق مثل فريق الارجنتين الذى بوسعه أن يكتسح اى فريق امامه . مع الاسف وصل بنا الضعف والتفكك نحن الاطباء المصريين الى الحد الذى جعل القاصى والدانى ينهش فينا وفى سمعتنا وأصبحنا مادة يومية فى كل وسائل الاعلام من صحف ومجلات واذاعة وتليفزيون حكومى والعديد من القنوات الفضائية – وياليت كل هذا على أساس علمى أو عن حق . أنا هنا لست فى معرض الدفاع عن الطبيب المصرى ولكن هدفى الأساسى هو تحفيز السادة الزملاء على السعى الى إيجاد صيغة مناسبة يكون من شأنها لم الشمل والتعاون والاتحاد فى إطار شركة مساهمة قابضة عملاقة يصل رأس مالها الى نحو مليار أو مليارين من الجنيهات يساهم فيها كل طبيب قادر وراغب فى المساهمة بالاضافة الى مساهمات شركات تصنيع وتجارة المعدات الطبية والمستلزمات والأدوية وما شابه ذلك وأيضا شركات التأمين والبنوك وغيرها – هذه الشركة يتفرع منها مجموعة من الشركات فى كافة المجالات الصحية : • شركة لإنشاء وشراء أو تأجير وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية . • شركة لإدارة وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية . • شركة لخدمات الاسعاف والخدمات الطبية المنزلية . • شركة للتعليم والتدريب والتأهيل فى مجالات الرعاية الصحية تتولى انشاء جامعة خاصة للعلوم الصحية. • شركة لتجهيز المستشفيات والمراكز الطبيه وصيانة المعدات الطبية . • شركة للتأمين الطبى • شركة لنظم المعلومات الصحية. • شركة لتجارة الأدوية والمستلزمات الطبية. إن وجود مثل هذه الشركة القابضة الآن ضرورة قومية حتى لا نفاجأ ان الخدمة الصحية أصبحت حكراً على الشركات الاجنبية فقط ونصبح نحن معشر العاملين فى هذا القطاع والمرضى المصريين فى وضع لا نحسد عليه. أنا واثق أن مجتمع الاطباء لديه من المدخرات ما يفوق أضعاف أضعاف رأس المال المطلوب لتأسيس مثل هذه الشركة كما أننى متأكد أن هناك من الكفاءات المصرية سواء فى داخل مصر أو خارجها التى تستطيع أن تدير هذا الصرح الضخم بكل نجاح – سنستطيع نحن اطباء مصر أن نملك وندير ونعمل فى صروح هى ملك لنا – سنكون أقوياء نستطيع أن ندفع عن انفسنا الظلم المعنوى والنفسى الواقع علينا منذ زمن وحتى الأن، والذى سيستمر ويزداد مالم نتخذ تلك الخطوة التى ستوحد مصالحنا وأهدافنا نحو خلق مناخ جديد ومستوى رائد للخدمة الصحية فى مصر ، بل من الممكن أن ننطلق فى المستقبل خارج حدود مصر ونستعيد رياده الطب المصرى فى الوطن العربى أيام كانت مصر قبله كل المرضى العرب . أن مشروع إتحادنا سيخدم الجميع شيوخ وشباب وصغارالاطباء وقبل كل ذلك سيخدم المجتمع . - هو مستقبل جديد سيجعل شمس أطباء مصر تشرق من جديد .هيا بنا يامارادونات الطب فى مصر نكون فريق الأرجنتين الذى سنبهربه العالم كله إنشاء الله .
دكتور/ أسـامة عبد المنعـم عبد الســـــــلام
استشارى طب الطيران و الفضاء
خبير إدارة وتنمية المشروعات الصحية
خبيرتنمية الموارد البشرية والتوظيف
Email : ceo@pioneerhr.com
موبايل : 01222114874
مكتب ( مباشر ) : 23054405
هذا المقال سبق نشره عام 2006 فى صحف : العالم اليوم والاخبار والجمهورية ووظيفتى
