العمل ضمن فريق

العمل ضمن فريق
تم النشر بواسطة : Medhat morgan
المشاهدات :4498
إن إجتماع الناس بعضهم مع بعض دائماً يولد توترات التى بدورها قد تؤدى لتوليد مشكلات ، فنحن البشر أهواءنا مختلفة وأمزجتنا مختلفة وأفهامنا مختلفة ورؤانا مختلفة ومصالحنا مختلفة وأيضاً تربيتناً – لذلك حين نلتقى فإن هذا اللقاء يكون معقداً وهذا فى تصورى – إبتلاء من الله عز وجل الذى جعل الناس يبلو بعضهم ببعض ويختبر بعضهم من خلال البعض – من هنا نجد أن الناس الذين يشتغلون ضمن مجموعات أو فريق عمل دائماً بينهم توتر ومشكلات وسوء فهم متبادل وبالتالى فالمطلوب من كل واحد يعمل ضمن الفريق أن يؤهل نفسه لذلك ، إذ إنه بحاجة لإكتساب أشياء كثيره – فهو يحتاج إلى الصبر والحلم ، يحتاج إلى القدرة على التسامح والصفح ، يحتاج إلى القدرة على المحافظة على أسرار عمل الفريق ، يحتاج أن يتقبل النقد والقدرة على أن يكتم غضبه أو بالأحرى أن يدير غضبه ويعبر عن مشاعره بطريقة صحيحة وأن يقابل الغضب بشىء من التحمل . - أشياء كثيرة مطلوبه منا حتى نستطيع أن نؤهل أنفسنا للعمل ضمن فريق ، منها أن نفهم طبيعة العمل الذى نشارك فيه فهماً جيداً وعلى كل فرد فى الفريق أن يعى دوره تماماً فى هذا العمل وما الذى يساعده على القيام بهذا الدور بشكل جيد ، إذا فعلنا هذا ونشرنا هذه الثقافة سيتحسن أداء المجموعات أو فرق العمل سواء كانت فى شكل مؤسسات أو شركات أو أحزاب . - جانب أخر مهم فى هذا الصدد والذى يتمثل فى مقوله جميله " أعقل الناس أعذرهم للناس " فنحن لم ننشأ جميعاً فى ظروف واحده أو فى أسرة واحده ومن ثم فرؤيتنا للحياة متفاوته ومن ثم تقديرنا للأشياء مختلف، فكثير من المجرمين أصبحوا كذلك نتيجة لظروف خارجة عن إرادتهم وربما لو تعرض أى منا لنفس الظروف لأصبح مجرماً رغم أنفه فالإبن لأب مدمن وأم منحرفه يستحق منا الشفقه والرحمه فهو لم يختار أباه أو أمه . خلاصة القول ، لا بد من أن نمتنع عن محاولة إنتقاد الناس و مراقبتهم بهدف كشف عوراتهم، لنفعل شيئاً أجمل من هذا وهو أن نظهر لهم بعض التسامح ونلتمس لهم العذر ونحاول أن نكون قدوة بدلاً من ناقدين ، فالإنسان الطيب الخلوق الرحيم هو إنسان يجذب الأخرين إليه ، فدائماً القيم والمثل لا تفرض وإنما تجذبنا ونتأسى ونقتدى بها ، فبدلاً من العقاب علينا أن نلتمس العذر وإن كان هذا لا يتنافى مع النصيحة وتوضيح الصواب . - مفهوم أخر مهم فى العمل الجماعى ، هو " إكتساب ثقة الناس عن طريق الأفعال وليس الأقوال " أهم صفتين فى الإنسان محل الثقه هما الصدق والأمانه . صادق بمعنى إنه لا يكذب حتى لو كان الصدق سيعود عليه بالأضرار وقادر أن يتحمل الضرر فى سبيل أن يكون صادقاً وإنسان يؤتمن آى يحفظ الأسرار ويحافظ على الأمانات ويردها لأصحابها. - نقطه أخرى مهمه وهى أن نعامل الناس على أساس مجموعة من القيم الموحدة وهذه نقطه إختبار أو إبتلاء لنا فى هذه الحياه ، فلا يصح أبداً أن نتواضع أمام شخص لأنه قوى أو وجيه أو ثرى ، ونتكبر على شخص أخر لأنه ضعيف أو فقير أو جاهل ، لا يصح أن نتعامل مع شخص بالصدق والأمانه لأن لنا عنده مصلحه أو له عندنا مصلحه أو بيننا قرابه وعلى الجانب الأخر نتعامل مع شخص أخر بالكذب لأنه ليس بيننا علاقة ، فهذا ينافى النبل ، وضد المبادىء الساميه التى نادت بها جميع الأديان السماوية وحتى اللاسماوية ، لذلك وحتى يكون الإنسان ملتزماً وحتى يكون نبيلاً بأعمق ما تحمله هذه الكلمه من معنى ، عليه أن يعامل الناس على أساس قيم واحدة ، فهو يرفع صوته إذا رفعة أمام الجميع ويخفضه أمام الجميع ويكون متحفظاً أمام الجميع ، أنا لا أنكر أن هناك خصوصيات وهناك مواقف تستدعى أحياناً نمطاً معيناً من السلوك - وهذا شىء طبيعى -، لكن فى قضايا القيم والمثل والمبادىء يجب أن نعامل الناس على أساس قيم واحده ومبادىء واحده . - نقطه أخيرة وهى أن مصالحنا لن تتطابق دائماً مع مصالح الآخرين ، حتى الزوجان مصالحهما ليست متطابقة بشكل كامل ، كذلك الأب أو الأم والإبن أو البنت مصالحهم ليست متطابقة بشكل كامل ، وأيضاً الأصدقاء والشركاء – هناك دائماً مراتبية أو أولويات فى المصلحة ، لهذا لن تستقيم حياتنا الإجتماعية إلا بالتضحية ، لذلك شىء أساسى فى التربية الأسرية والمدرسية أن نعلم الإنسان كيف يضحى ، كيف يتنازل عن بعض ما هو له من أجل غيره ومن أجل إسعاد الأخرين ، وهذه النصيحة عليها ثواب كبير من الله عز وجل . - فى تصورى أن كثيراً من التوترات التى تحدث الآن فى مجتمعنا حدثت بسبب أن جانب الأنانيه والحرص على المصلحه الشخصية زادت عن الحدود الطبيعية ولذلك قل جانب التضحية وجانب العطاء المجانى .
 
 
 

استلم تنبيهات الوظائف عبر البريد

لا تدع الفرصة تمر من دون علمك، استلم كل الوظائف التي تنشر علي الموقع اسبوعيا.
بالضغط علي اشترك فانت قرات و وافقت علي شروط الإستخدام وسياسة الخصوصية.